نبذة عن الملتقى
ضمن القناعة التي حازها الوقف عبر تاريخه وواقعه الاقتصادي والاجتماعي من أنه نظام قادر على حل المشكلات والمعضلات التي تواجه المجتمعات والدول، وأنه وفي ظل التأخر والانحطاط الذي أصاب الأمة الإسلامية كان الوقف يعمل ويزداد تألقاً وانتشاراً على الرغم من حالات الضعف الإداري والمالي الذي كانت تصيبه في العديد من الأماكن والأزمان لا سيما في مجال النظارة عليه، والإشراف على نموه وزيادة ريعه.
ولقد تعزز هذا النظام في العديد من الدول والمجتمعات الإسلامية، أبرزها ما كان واقعاً في فلسطين وعاصمتها مدينة القدس الشريف، إذ كانت الأوقاف فيها تشكل ما نسبته 67-80% من ممتلكات البلدة القديمة في القدس.
وهذا ما دعانا لتنظيم عدة ملتقيات متخصصة لدراسة واقع أوقاف القدس الشريف عن كثب، من خلال الدراسات والأبحاث وورش العمل والبرامج التدريبية، والتي شكلت بلا شك إطار عمل حقيقي لكيفية دعم أوقاف المدينة المقدسة، وتعزيز صمود أهلها المرابطين في أكنافها.
ويأتي هذا الملتقى أيضاً استجابة لتنفيذ قرارات القمة الإسلامية لمنظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول بتاريخ 15 أبريل 2016 برئاسة فخامة الرئيس رجب طيب أرودغان رئيس الجمهورية التركية، إذ أكدت القمة على أهمية التمكين الاقتصادي للشعب الفلسطيني، ودور العمل المؤسسي في الدول لدعم المدينة، كما جاء في نص القرار:"يدعو الدول الأعضاء لدعم وتوسعة برنامج التمكين الاقتصادي للشعب الفلسطيني في أرض دولة فلسطين ومدينة القدس، والذي أطلقه صندوق الأقصى بإدارة البنك الإسلامي للتنمية، والذي عزز ودعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، كما يدعو الدول الأعضاء لحشد المزيد من الموارد لهذا البرنامج عبر المساهمات الطوعية من الحكومات ومن القطاع الخاص والأفراد والمؤسسات".
هنا تكمن أهمية تطوير الأوقاف المقدسية كأحد الاستراتيجيات لدعم استدامة مبادرات التمكين وتعزيز منعة الشعب الفلسطيني في القدس.
وتعتبر الأوقاف المخصصة للقدس في العالم كثيرة ومنتشرة وتقدر بملايين الدولارات، ومن هنا جاء الملتقى ليسلط الضوء على واقع المشاريع التنموية للأوقاف المقدسية خارج مدينة القدس.
ومن هذا المنطلق، تنظم المديرية العامة للأوقاف في الجمهورية التركية والبنك الإسلامي للتنمية بجدة والمعهد الدولي للوقف الإسلامي بماليزيا تحت رعاية فخامة الرئيس رجب طيب أرودغان رئيس الجمهورية التركية: